البيــم كأداة لربط المصنعين مع قسم الميب

البيــم كأداة لربط المصنعين مع قسم الإليكتروميكانيك

  1. مقدمــة

المشاريع الهندسية تتسم عادة بكثرة البيانات والقراءات المتداخلة بين الأقسام كذلك المستندات المترتبة على ذلك  نتيجة التغييرات على الصعيد المعماري أو المدني  كمستندات طلب المعلومات والاستفسارات التي تعرف بRFI (Request for Information) التي يطلبها المهندس أو المقاول في أي مرحلة من مراحل المشروع المختلفة أيضا الفواتير الخاصة بالمواد وكذلك مستندات التسليم والتسلم وتقارير الموقع وسير العمل. ولكن في هذه المقالة سوف نتكلم عن البيم من ناحية أعمال الكهروميكانيك من حيث ماوفره البيم لاختيارالمواد وتجربتها واستخراج النتائج وربطها بالمشتروات والموردين مباشرة وكذلك التزامن في أطوار المشروع.

  1. تطبيقات البــيم كأداة لتصميم واختيار أنظمة الإليكتروميكانيك 

من أهم المعضلات التي تواجه مصمم أعمال الاليكتروميكانيك هي اختيار العناصر أو المواد  (Materials) التي تتناسب مع التصميم المقترح,النظام المتبع هو الرجوع الى كاتالوجات الشركات المنتجة للمواد والعناصر التي تدخل في التصميم في كل من الكهرباء والتكييف والسباكة وأنظمة اطفاء الحريق وغيرها , البيم عبر أحد أهم تطبيقاته الا وهو الريفيت من خلال قسم الاليكتروميكانيك يوفر بيئة عمل وتصميم ممتازة تتيح للمصمم التجربة تلو التجربة حتى الوصول الى الهدف المنشود أو التصميم المنشود,والتنسيق مع بقية الأقسام,لكن تظل المشكلة هي كيفية التاكد من أن المواد المستخدمة أو العناصر التي تم اختيارها على السواء هي التي تتناسب مع طبيعة المشروع وملائمة المعايير والنظم العالمية والمحلية,كذلك ملائمتها مع السقف المتاح للميزانية الخاصة بالمشروع والتي يدخل فيها كل من الموردين والشركات العالمية المنتجة . هنا جاء دور البيم عبر برمجيات خاصة تتميز بخاصية التداخل WORKFLOW فيما بينها وبين برنامج النمذجة المستخدم وسوف نتناول أمثلة واقعية على مدى درجة الاستفادة من هذه البرمجيات. 

  1. البيم كأداة للاستكشاف والتجربة الرقمــية :

تحدثنا عن أن البيم يوفر بيئة تكاملية للاختيار والتجربة ,نزيد على ذلك مصطلح الاستكشاف والتسوق والتجربة الرقمــية , ماأقصده هو أن العرف المتعارف عليه في السابق وحتى الان بنسبة أصبحت ضئيلة نتيجة لانتشار البيم هو أن المصمم يحتاج الى كاتالوجات الشركات المصنعة وكافة البيانات المتعلقة بهذه المنتجات ونتائج الإختبار الخاصة بها كذلك الأسعار الخاصة بها لعمل المقارنة التقنية والمالية ودرجة الملائمة وهذا يكلف المصمم الكثير من الجهد والزمن كذلك عامل المخاطرة أو الاختيار الخطأ ومايترتب عليه من تبعات مالية وتقنية ,كذلك يكلف الشركات المصنعة الكثير من الأموال لطباعة هذه الكاتالوجات والملفات التوضيحية الخاصة بكل معدة أو عنصر. كذلك هنالك بعض المشكلات التي قد تنتج نتيجة سوء للتفاهم بين المصمم والشركة المنتجة أو بين أفراد فريق التصميم فيما بينهم في رقم منتج معين أويماثلها.

المثال التالي يوضح الحلول التي قدمها البيم لحل هذه المعضلات من خلال الصور :

                                         صورة 2.1.1                                      صورة 2.1.2 

صورة 2.1.3

الصورة 2.1.2 فيها انظمة صرف صحي كذلك ممرات دائرية للهواء , أيضا حوامل ودعامات تثبيت أيضا كيبل تري لأعمال الكهرباء. السؤال الذي يمكن أن يطرح عليك من مديرقسم التصميم مثلا هو في شكل سيناريو بسيط ( على أي اساس قمت باختيار  مقاسات أنظمة الصرف ؟؟؟ ) طبعا هذه السؤال كل مصمم ورؤيته بالاستناد للتصميم المعماري للسقف أو الارضيات وطبيعة الخامات المستخدمة ولكن البيم سهل الاجابة عبر اتاحة الاتي:

صورة 2.1.4

في الصورة 2.1.4 نرى جدول من برمجية به مقاسات نوع من أنواع مواسير الصرف الصحي ولكن الفرق هنا من الكاتالوج الورقي أنه هنا المقاس للماسورة ونوعها من حيث ( درجة الخشونة – نوع المادة المصنع منها ) كل هذه العوامل تتفاعل مع الحسابات وتعطي قراءات بملائمة هذا العنصر الذي تم اخياره من غيره. أيضا اكسسوارات  نظام المواسير او ماتعرف بpiping fittings كذلك هل تتلائم مع النظام أم لا (صورة 2.1.5) وبهذا يتم الاختيار.

صورة 2.1.5

  • نأتي الى النتائج بعد اختيار مقاس معين مثلا نأتي لقياس التدفق والسرعة وغيرها كماموضح:

  • إذن البرمجية التابعة لنظام البيم ساعدت المصمم على معرفة القيم الحقيقية لسرعة تدفق نظام الصرف في حالة اختيار هذه الشركة وهذا المنتج والاكسسوار الخاص به بالكود الخاص به. 
  • المثال الثاني حسب الصورة  2.1.3 لنظام توزيع هواء وهنا نريد التركيز على أن المصمم بالاستناد الى حسابات التهوية والتكييف قد وصل الى قيمة معينة للهواء الذي يجب أن يكون بداخل الحيز والسرعة وكل العوامل المطلوبة, السؤال يتكرر هنا أيضا حول كيفية اختيار مخارج الهواء ومقاساتها والتأكد من ملائمتها , اذا قمنا بالتركيز في الصورة 2.1.3 أخذنا مخرج هواء معين وبعد الرجوع الى بيانات الموردين والشركات المصنعة المعتمدة لدى الشركة عبر قسم المشتروات أيضا اختار المصمم شركة SWAGON التي تنتج منتجات متخصصة في التهوية والتكييف . أدناه شكل مخرج الهواء الذي وقع عليه الاختيار بعد مراجعة شكل السقف المعماري وشكل الديكور المطلوب.

عبر الطريقة المتبعة التقليدية سوف تتم مراجعة المواصفات الخاصة بمخرج الهواء بطريقة يدوية استنادا على المعادلات التي تحكم عمليات توزيع الهواء التي يمكن أن تكون خاطئة وأي انسان معرض للنسيان والخطأ. أدناه البيانات المستخرجة من الكاتالوج التقليدي:

هذه البيانات تقنية ومهمة وقد تلهمك للحظة بملائمة المخرج من عدمه ولكن يظل اللغز المبهم هو التجربة والتشغيل واستخلاص النتائج المصاحبة بالارقام الصحيحة للتصميم. الان نأتي الى نفس التجربة ولكن هذه المرة من ناحية البيم , نرى أن نفس الشركة لها بيانات داخل البرمجية :

سوف يأتي شخص ويسأل ( ماالفرق اذا بين البيانات الخاصة بالكاتالوج التقليدي والخاص بي برمجية البيم؟؟؟)

الاجابة أنه في التقليدي ربما تكون البيئة غير تفاعلية بمعنى أن في برمجية البيم يمكنك أن تخضع المنتج لكافة الأرقام التصميمة التي تريد تجريبها , مثلا لمخرج الهواء مقاسات معينة وأريد تجربة تدريج من سرعات الهواء وعلاقتها بالاحتكاك والضغط كمعاملات للعملية التصميمة كما موضح بالأسفل:

اذن الشئ الذي يستخلص بأن البرمجية تساعد على التنبؤ بكافة القراءات الممكنة لعملية التصميم.

  1. البيم كأداة للتقييم والاعتماد :

بعد أن قام المصمم باختيار المنتج المراد استخدامه وربطه ببقية العناصر في المشروع , يأتي دور فحص النظام والتأكد من التشغيل الامن للحيز أو المكان المخدم. سنتناول أمثلة مختلفة لشرح كيف يدخل البيم في إعتماد الانظمة والمنتجات وفق المعايير:

  1. قياس الضوضاء لمجاري ومخارج الهواء :

على سبيل المثال مجاري الهواء والمخارج بعد اختيارها يمكن التأكد من سرعة الهواء والضجيج الناتج عن ذلك ومقارنتها بالقيم من جداول المعايير. كما موضح أدناه .

نتائج الضجيج لنظام التغذية SUPPLY SYSTEM

نتائج الضجيج لنظام السحب EXTRACT SYSTEM

  1. تقييم أداء مضخة نظام اطفاء الحريق :

نظام اطفاء الحريق يعد من أهم الانظمة الميكانيكية لدرجة التعقيد الخاصة به وكمية المعاملات المؤثرة في العملية التصميمة والتصنيعية. البيم يوفر أيضا بيئة تفاعلية جميلة جدا لاختيار واختبار كل المعدات الداخلة في تكوين النظام من مرشات حريق , مضخات , مواسير , صمامات , خزانات كذلك الربط فيما بينهم كنظام واحد واختبارهم. بالاسفل نموذج للاختيار الرقمي لمرشات حريق وتظهر كل العوامل التي تدخل في عملية اختيار الرشاش K FACTOR , RESPONSE , TEMPERATURE.

بعد اختيار الرشاشات وتصميم طريقة التوزيع لها وللمواسير, يأتي التحدي في اختيار المضخة المناسبة لامداد هذا النظام حسب القيم المراد التصميم عندها,البيم عبر برمجيته يوفر أيضا التدريج الرقمي للمضخات والشركات الخاصة بها كما موضح أدناه.

بعد التصميم يأتي دور الاختبار وقراءة النتائج بناءا على المعدات التي تم اختيارها , بالاسفل مقطع لنظام مرشات حريق وبه قراءات التدفق الخاصة بكل مقطع .

السؤال هنا , البيم يساعد في ماذا ؟؟؟ الاجابة هي أن  البيم عبر برمجياته يساعد على ادخال البيانات الخاصة بالنظام المراد ويمكنه التنبؤ بالمقاسات المطلوبة ,كذلك مااذا كانت البيانات المدخلة مواكبة للمعايير أم لا. كذلك يمكن تقييم المضخة التي تم اختيارهاأيضا التنبؤ بالمطلوبة وقراءة القيم الناتجة عنها كمايظهر بالاسفل.

الى هنا نكتفي بهذا القدرولنا مواصلة في العدد القادم التي فيها سوف نتكلم عن كيفية مزامنة البيانات بعد التصميم وكيفية ربطها مع قسم المشتروات ومتابعة حركة المعدات من المصنع الى الموقع وربطها ببرامج البيم الخاصة بالموقع وربطها بالتقارير اليومية للتركيب والتشغيل.أيضا سوف ندخل في منطقة الBIM COORDINATOR ودوره في أطوار المشروع كاملة والتقنيات التي يستعملها للمتابعة والرصد والتنسيق فيما بين الأقسام , كذلك سوف نتطرق للمصطلحات الخاصة بي منظومة ادارة الملفات الرقمية.VIRTUAL CONSTRUCTION DOCUMENTS

Mohammed Omer Hassan- BIM MEP Coordinator