كان الفيلسوف سقراط يتجول في إحدى المدن الإغريقية مع فيبوس باني الاريختوم المشهور عندما بدأه بقوله: هل ترى معي يا فيبوس بأنه بالرغم من أن المدينة بها مبان يستخدمها الناس وتؤدي وظائفها إلا إن هذه المباني تنقسم إلى ثلاثة أنواع، النوع الأول مبان صامته والثاني مبان متكلمة والنوع الأخير مبان متحركة تكاد أن ترقص وتغني.
فنظر إليه فيبوس متسائلاً، فقال له سقراط النوع الأول أي المباني الصامتة فإني لن أتكلم عنها لأنها مبان ميتة أقل في المرتبة من القمامة، على الأقل فإن القمامة عندما تقلبها العربات في المقالب العمومية تتخذ أشكالاً ونماذج متغيرة.
أما المباني التي تتكلم فهي تقول لك إنني مبنى عام أو مبنى سكني، هنا الناس تعمل وهنا الناس تستريح وهناك مبان بها ناس تتألم وهكذا.
أما النوع الأخير أي المباني التي تكاد ترقص وتغني فإنها من عبقرية المصمم.
ان المبني الذي يحقق الاحتياجات المطلوبه لقاطني المكان والذي يقضى به اكثر من 80 % من وقته ، فلو صممت بالشكل صحيح فسيكون سكان المبني في سعادة وراحة و لو صممت بصورة خاطئة لكان السكان مرضى و تعساء فنحن نشكل مبانينا و المباني تشكلنا و هناك العمارة الصحية (Architecture Healthy ) و هناك ايضا المباني المريضة (Buildings Sick ) سيئة الهواء الداخلي و تشير الاحصائيات ان من 10 % الى 30% من المباني بأمريكا هي من المباني المريضة و التى تمرض ساكنها و لها مخاطر على صحته و قد يكون السبب ضعف التصميم او الالوان او ضعف الصيانة او ضعف نظام التهوية او الضوضاء او الملوثات الناتجة عن انطلاق الغازات من بعض أنواع مواد البناء، والملوثات البيولوجية، والمركبات العضوية المتطايرة (VOC)،
و هناك في علم النفس ما يعرف بظاهرة متلازمة المباني المريضة أو Sick Building Syndrome ويوصف المبنى بأنه مريضا اذا عانى 20%من افراده اعراض SBS
و هناك مجموعة من العلامات او الاعراض مجتمعة او منفردة والتي ربما تدل على وجود بيئة مريضة ومن اشهر هذه االاعراض هي تهيج االغشية المخاطية في االانف او البلعوم وكذلك تم رصد العديد من الاعراض الجلدية مثل الطفح الجلدي، جفاف الجلد والحكة وغيرها وكانت هذه االعراض اكثر تواترا في المباني التي تعاني من انخفاض نسبة الرطوبة ودرجات الحرارة
وتتصف المباني المريضة بشكل عام، بثلاث صفات رئيسية هي استنزاف الطاقة والموارد، وتلويث البيئة بما يخرج منها من انبعاثات وفضلات سائلة وصلبة، والتأثير السلبي على صحة المستخدمين نتيجة استعمال مواد كيماوية . يستخدم مصطلح متلازمة المباني المريضة عندما تظهر مجموعة من الأعراض المشتركة على عدد من الأشخاص المتواجدين داخل مبنى معين أو في جزء من المبنى وتختفي هذه الأعراض في حال مغادرة المبنى وقد لا تختفي حيث قد تصل المضاعفات الي مرض يسمى Building Related Illness حيث الاعراض دائمة ولكنها تتحسن و تؤدي إلى إرتفاع غياب الموظف وإنخفاض كفاءته بالعمل
و علاج المباني المريضة يكون بالتصميم الجيد و التنسيق مع الطبيعة و الصيانة الدورية و اضافة النباتات الخضراء ,دخول الشمس و التهوية الطبيعية و اختيار نظم صرف صحي وسطحي سليم وحساب التكييف
عمر سليم