المقدمة

المقدمة 

أثناء المناقشات في أحد المحاضرات في إدارة المشاريع التي كنت أعطيها قال لي احد الحضور : لدينا مشكلة وهي أن المالك دائما لا يعطي التعديلات إلا بعد الانتهاء من المشروع مما يجعل تكلفة التعديل كبيرة حيث أنه لا يمكنه تخيل الشكل النهائي للمبنى من خلال المخططات ثنائية الأبعاد .

والحل موجود وهو استخدام البيم مع الواقع الافتراضي  “Virtual Reality” التي تخلق بيئة شبيهة بالبيئة الحقيقية عن طريق استخدام الحاسوب ويؤدى ذلك الى الاندماج والتعايش معاً حسياً، فهذه التقنية تقوم على اساس ايجاد تداخل بين المعلومات المحوسبة و حواس الإنسان وذلك بهدف إيجاد تصاميم ذات كفاءة عالية.

و حتى يتم خلق هذا العالم الافتراضى يجرى تحويل الرسومات الثنائية الابعاد رقمياً الى عالم ثلاثي الأبعاد يتم الاندماج معه والتعايش فيه عن طريق استخدام الاجهزة المخصصة لهذا الهدف و التى تساعد المصمم على الاندماج فى تصاميمه و التعايش معها و تجربتها.

 حين يرى المالك وكأنه داخل المبنى و يعطى تعديلاته قبل بداية التنفيذ مما يجعل تكلفة التعديل قليلة جدا 

هذه أحد الاستخدامات السحرية للبيم حيث يمكنك أن تتواجد داخل المبنى قبل بناءه في الحقيقة   كأداة للاتصال البصرى  كما يمكنك مراجعة التصميم واكتشاف المشاكل وعلاجها و فرصة للتشغيل التجريبي(Trial run) للمصمم المعماري ليختبر تصميماته.  ويكتشف الأخطاء ويعالجها (مثلاً وجدنا ماسورة خارج الحائط )  بالاضافة الى امكانية التعرف على مواطن الجمال أثناء تحركه افتراضياً (Virtually)داخل التصميم المقترح، فضلاً على أن الواقع الافتراضي يقدم إمكانية مفتوحة لإعادة استعراض عناصر التصميم بمرونة لامحدودة دون التزام بالمسار المحدد أو زوايا المشاهدة التى تحدد عند استخدام اللقطات الثابتة أو الفيلم المتحرك وذلك حتى يتمكن كلا من المعماري او العميل من النقاش والتداول حول التصميم ليتم الاتفاق على التصميم النهائي. بالاضافة الى ان المعماري يستطيع أن يستخدم الحاسب كأداة تصميمية تفاعلية تساعده في صياغة ابداعاته.

كما يمكن للطلاب أن يستفيدوا ويتعلموا دون الانتقال الى المواقع البعيدة و المصانع ويمكنهم أيضاً زيارة الأماكن السياحية 

ويقول ستيفان ويبر (Stephan Weber)، نائب رئيس غرفة المهندسين المعماريين لولاية بادن فورتمبيرغ الألمانية (Baden-Württemberg): “إن مسألة كيفية تصور مشاريع البناء المرئي هي أكثر أهميةً من أي وقتٍ مضى للمهندسين المعماريين، والمخططين، وفي الوقت الحاضر، يتوقع ويطلب عامة الناس الكثير من المعلومات، مبنيةً على أساسٍ تجريبي قوي، والمبادئ التوجيهية لتصور بناء المشاريع تظهر للناس كيف يمكن استخدام التكنولوجيا الحديثة لتلبية هذه التوقعات”.

تقول الدكتورة بريجيت دال- بندر (Brigitte Dahlbender)، رئيسة مجلس أصدقاء الأرض، واتحاد البيئة، والحفاظ على طبيعة ألمانيا (BUND) في ولاية بادن فورتمبيرغ: “وللمشاركة الناجحة، والفعالة للمواطنين، يجب على مطوري المشروع شرح آثار بناء المشاريع بطريقةٍ شفافةٍ وسهلة الفهم، وهذا يشمل التصورات المكانية للمشروع المخطط، وتوضح المبادئ التوجيهية لمشاريع المباني المرئية كيفية تحقيق ذلك من خلال تفسيراتٍ منظمةٍ وواضحةٍ جدًا”.

عمر سليم