م عبد الحكيم طلعت
إن أي مشارك في عملية نمذجة معلومات البناء في الآونة الأخير ليدرك بوضوح أن هناك العديد من المفاهيم والمعايير الخاصة بتسلسل الأعمال والتنسيق بين الأقسام المختلفة والتي كانت متبعة لسنوات طويلة باتت لا تلائم هذه المنظومة الجديدة إذا حرصنا على تطبيقها بشكل متكامل وسلس.
وفي ظل قلة المصادر التي يمكن ان نلجأ إليها للتعرف على التطبيق المنضبط لهذه المنظومة الجديدة فليس هناك من بد سوى البحث والتجربة والخطأ وسؤال الخبراء والمشتغلين بهذا المجال، ولعل من أفضل الأساليب في هذا الصدد هو محاولة تجميع عدد من الأفكار التي يساهم بها عدد من الأفراد للمشاكل المطروحة ودراسة هذا الأفكار وتقييمها للوصول إلى أفضل الحلول وهو ما يطلق عليه مصطلح العاصفة الذهنية
إن أول من طور وعرف هذا المفهوم )العاصفة الذهنية( هو أليكس أوزبورن عام 1953 خلال كتاب يدعى )التخيل التطبيقي(
وهناك قوانين عامة تحكم عملية العاصفة الذهنية للعمل على إنتاج الكثير من الأفكار وزيادة العملية الإبداعية الكلية للمجموعة ، وهذه القوانين تشمل:
- تعيين واحد من أفراد الفريق ليقوم بدور القائد ويعرض عناصر المشكلة وينظم طرح الأفكار والحلول
- التركيز على الكم بغض النظر عن جودة كل فكرة على حدة ، فمن خلال الكمية الكبيرة تولد الجودة ، حيث أن أكبر عدد من الأفكار يزيد من الفرص للوصول إلى حل قوي وفعال.
- منع النقد في بداية طرح الحلول ، لتجنب الخجل والخوف من إطلاق الأفكار ، حيث يجب في البداية أن يركز المشاركون في التوسع والإضافة لطرح العديد من الأفكار، وتأخير النقد لوقت لاحق في مرحلة النقد.
- الترحيب بجميع الأفكار حتى غير الاعتيادية منها ، وذلك للحصول على قائمة عريضة وطويلة بالأفكار ،فالأفكار غير الاعتيادية يمكن أن يكون لها دور فعال في حلول غير تقليدية توفر الكثير من الوقت والجهد ، فالعاصفة الذهنية مبنية على حرية التفكير حيث لا سقف ولا حدود للأفكار والحلول المطروحة
- خلط وتطوير الأفكار ، لأن الهدف ليس تبني وجهة نظر واحدة ولكن يمكن خلط الأفكار الجيدة لتكوين فكرة واحدة أفضل ، وجميع الأفكار المطروحة هي ملك للجميع بحيث يجوز استخدام أي فكرة وتطويرها دون أخذ رأي أي شخص ولو كان صاحب الفكرة
والعاصفة الذهنية تمر بعدة مراحل هي:
- توضيح المشكلة وتحليلها إلى عناصر
- وضع تصور للحلول من خلال مشاركة الحاضرين بأكبر عدد ممكن من الأفكار ، حيث يتم العمل أولاً بشكل فردي ثم يقوم أفراد المجموعة بمناقشة المشكلة بشكل جماعي مستفيدين من الأفكار الفردية وصولاً إلى أفكار جماعية مشتركة . وتبدأ هذه المرحلة بتذكير رئيس الجلسة للمشاركين بقواعد العصف الذهني وضرورة الالتزام بها وأهمية تجنب النقد وتقبل أية فكرة ومتابعتها.
- تقييم الحلول واختيار أفضلها
وسوف نتناول عددا من العواصف الذهنية التي تمت بالفعل على مدار عدد من الحلقات المتتابعة:
وستكون الحلقة القادمة بعنوان )تنسيق العمل بين المعماري والمهندس الإنشائي في مرحلة التصميم(
ويمكنك أيها القارئ العزيز إثراء هذه الحلقة بمشاركتك وأفكارك من خلال تطبيق مراحل العاصفة الذهنية على النحو التالي
المرحلة الأولى : توضيح المشكلة وعناصرها
المسئولية المشتركة بين المعماري والإنشائي في العناصر المرجعية )المستويات والمحاور(
المسئولية المشتركة بين المعماري والإنشائي لبعض العناصر الانشائية للمبنى مثل )البلاطات الانشائية وما بها من فتحات ، الأعمدة الانشائية والحوائط الخرسانية وما بها من فتحات(
أين يتم بناء العنصر الانشائي ذو المسئولية المشتركة ، هل يتم بناؤه في الملف المعماري أم الملف الانشائي كيفية توزيع أو تغيير المسئولية ما بين المعماري والانشائي عبر المراحل المختلفة لعمر المشروع
كيفية تتبع التغييرات وتطابق النموذجين المعماري والانشائي بأقل تدخل بشري ممكن لتحجيم عنصر الخطأالمرحلة الثانية : وضع تصور للحلول من خلال مشاركة القراء
يمكنك عزيزي القارئ في خلال 20 يوما من إصدار هذا العدد أن تضع تصورا وتطرح أفكارا لحل المشكلة المطروحة وأن ترسل هذه الأفكار والحلول على هذا الايميل: BIM[email protected]
المرحلة الثالثة : تقييم الحلول واختيار أفضلها
حيث سوف يتم دراسة جميع الأفكار المرسلة وفرزها ، إلى جانب ما تم طرحه من قبل ، وتقييم هذه الأفكار والحلول من قبل خبراء في هذا المجال ، وسيتم طرح القيم منها في العدد القادم مع اقتراح أفضل الحلول.
مجموعة مقالات جميلة بدأت بالمقال الرابع منها 😀 ثم الان في المقال الاول, الحقيقة ب جانب المعرفة الي بكتسبها على المدونة في مجال البيم , إلا أن المقال نبهنب إلى العصف الذهني والذي سبق وسمعته عنه كثيرا ولكن مقالك شجعني على القراءة عنه بشكل أكثر تعمقاً . شكرا بشمهندس عبدالحكيم على مجموعة مقالات عصف ذهني الرائعه 🙂