عبد الحكيم طلعت
عواصف ذهنية 2: التنسيق بين المعماري والإنشائي في مرحلة التصميم “من خلال برنامج الريفيت”
في مرحلة التصميم المبدئي للمشروع غالباً ما يبدأ فريق العمل المعماري منفرداً في بناء المشروع على البرنامج دون تدخل من بقية الأقسام وفي هذه المرحلة يأخذ على عاتقه بناء العناصر الإنشائية من بلاطات وجدران وأعمدة . وعندما يصبح التصميم شبه نهائي، يبدأ فريق العمل الإنشائي بالتدخل لحساب الأحمال وضبط أبعاد العناصر الإنشائية وأماكنها بشكل أكثر دقة.
ولكن دعونا نتساءل كيف يتداخل فريق العمل الإنشائي والمعماري في هذا الوقت من عمر المشروع، هل يقوم بعمل نسخة محلية Local file من نفس الملف المعماري مع حقوق ملكية الـ worksets الخاصة بالعناصر الإنشائية من خلال الـ ownership، أم يقوم بعمل ملف جديد ينسخ فيه جميع العناصر الإنشائية بينما يقوم المعماري بحذفها من ملفه الخاص.
في الواقع ليست هناك إجابة واحدة صحيحة فكل الخيارات متاحة ولكل خيار مميزاته وعيوبه ، ولكن يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار قبل اللجوء إلى أي من الخيارات المطروحة عدد من الاعتبارات – لضبط العمل بين المعماري والانشائي – منها:
- حجم المشروع ومساحته ومدى تعقيده .
- عدد أفراد الفريق الذي يقوم ببناء المشروع BIM Modelers.
- طريقة تقسيم المشروع ، حيث ينصح بتقسيم المشروع بحيث لا يتعدى الملف الواحد مساحة 200 إلى 300 ميجا حسب إمكانيات جهاز الكمبيوتر المستخدم وأن لا يتعدى أيضاً عدد المستخدمين للملف الواحد 6 أو 8 أفراد على الأكثر.
إن اختيار الحل الأول قد يكون هو الاختيار الأمثل خصوصاً مع المشروعات صغيرة الحجم وقلة عدد المستخدمين كما أنه الأنسب في حالة تواجد فريقي عمل :المعماري والإنشائي في مكان واحد. وحتى مع حجم المشاريع الكبيرة يمكننا الاستعانة بالحل الأول في حالة تقسيم المشروعإلى أجزاء بدلاً من تقسيمه حسب التخصص.
ولكن دعونا نتناول الحل الثاني بالتفصيل باعتباره الاختيار الشائع بين المكاتب الاستشارية نظراً لميزته في توزيع المسؤولية وتحديدها دون تداخل في الاختصاصات. مع هذا الاختيار يمكن تقسيم مرحلة تدخل الانشائي مع المعماري في مرحلة التصميم إلى مرحلتين ، مرحلة تعديل التصميم ومرحلة الاستقرار على التصميم.
المرحلة الأولى : مرحلة تعديل التصميم
في هذه المرحلة يتشارك المعماري مع الإنشائي المسؤولية في عدد من العناصر الإنشائية وهي كالتالي:
-
البلاطات وما فيها من فتحات ، فالمهندس المعماري مسؤول عن الأبعاد الخارجية للبلاطة وما فيها من مناور والمهندس الإنشائي
مسؤول عن سُمك البلاطة وتسليحها ، ولذلك يقترح أن يقوم المهندس المعماري بعمل بلاطة استرشادية بكامل مساحة كل دور )dummy floor( مع الفتحات) shafts( في الملف المعماري ومن ثم يقوم المهندس الإنشائي بنسخها داخل ملفه) copy/monitor( فقط لتتبع التغييرات المعمارية حيث يلتزم بعمل عدة بلاطات إنشائية أخرى في الدور الواحد لاختلاف سُمك البلاطة ونوعها من فراغ لآخر حسب النظام الإنشائي المقترح للتصميم المعماري.
-
)Retaining walls and Shear walls (الجدران الخرسانية
يقوم المهندس الإنشائي بنسخ هذه الجدران في تلك المرحلة) copy/monitor( ويبلغ المعماري بسماكات الجدران النهائية وفي نفس الوقت يتابع الملف المعماري من خلال ال) coordination reviews( عند حدوث أية تعديلات في أماكن هذه الجدران أو أية فتحات معمارية كالأبواب.
-
الأعمدة : قد يحتاج المعماري لإزاحة بعض الأعمدة في هذه المرحلة طبقاً لتعديل التصميم المعماري لبعض الفراغات وفي نفس الوقت يكون المهندس الإنشائي مسؤولاً عن أبعادها ومكانها، لذلك فمن الأنسب في هذه المرحلة )مرحلة التعديل( أن يقوم المهندس الإنشائي بنسخ الأعمدة) copy/monitor( وأن يبلغ المعماري بأية تعديلات في أبعاد الأعمدة وفي نفس الوقت يتابع الملف المعماري من خلال ال) coordination reviews( عند حدوث أية تعديلات في أماكن الأعمدة.
ومن المهم أن نلفت النظر إلى أن التغييرات التي يقوم بها المعماري في هذه المرحلة سوف تنبه المهندس الإنشائي برسائل) coordination review( بشكل تلقائي في حالتي الحذف أو التعديل فقط لعناصر موجودة بالفعل ، أما عند إضافة عنصر إنشائي جديد فلا بد من تنبيه المهندس الانشائي حتى يقوم بنسخها وإضافتها إلى ملفه) copy/monitor( من جديد.
المرحلة الثانية: الاستقرار على التصميم
بعد فترة معينة من بداية المشروع يتفق فريق العمل في الأغلب على تاريخ معين يكون بمثابة نقطة انطلاق جديدة) Frozen Plans( تسمح لفريقي عمل المعماري والإنشائي بالاستمرار في العمل على نحو مستقر والبدء في إدراج التفاصيل والتشطيبات وبداية إشراك بقية فريق العمل من صحي وكهرباء وميكانيكا وتنسيق للموقع . . . الخ.
وهنا قد يظهر هذا السؤال عن مدى فعالية استمرار هذه المسؤولية المشتركة للعناصر الإنشائية بين المعماري والإنشائي ، حيث قد يكون من الأنسب في هذه المرحلة أن تنتقل المسؤولية كاملة إلى المهندس الإنشائي ، فيقوم المهندس المعماري بحذف جميع العناصر الإنشائية من الملف المعماري والاعتماد فقط على الملف الإنشائي) as a link( لإظهارها ، وفي نفس الوقت يقوم المهندس الإنشائي بعمل) stop monitor( لجميع العناصر الإنشائية التي تم نسخها من قبل.
ولكن قبل أن يقوم المهندس المعماري بحذف جميع العناصر الإنشائية من ملفه يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الفتحات المعمارية التي توجد في الجدران الخرسانية حتى لا يتم حذفها هي الأخرى ، ولكن ما هي الوسيلة إذن للاحتفاظ بهذه الفتحات مع حذف الجدران الخرسانية ، قد يكون الحل هو عدم حذف هذه الجدران من الأساس واستمرار تفعيل المسؤولية المشتركة عليها ـ أو قد نلجأ إلى حل آخر كأن نحتفظ بالفتحة المعمارية فقط على جدار مستعار) dummy wall( على قدر مقاس الفتحة المعمارية فقط.
وكما أسلفنا في بداية المقال فإن كل الخيارات مطروحة فليس هناك ثمة حل واحد نموذجي يجب اتباعه دون غيره فالحلول تختلف عادة باختلاف طبيعة المشروع وحجمه والمرحلة التي يمر بها وطبيعة العلاقة التعاقدية التي تجمع أطرافه وإلى غير ذلك من متغيرات.
انتهت حلقة اليوم على أن تكون الحلقة القادمة بإذن الله بعنوان )تنسيق العمل في السقف الساقط بين المعماريين ومهندسي الإلكتروميكانيك(
وكما تعودنا يمكنك عزيزي القارئ خلال 20 يومٍ من إصدار هذا العدد أن تضع تصوراً وتطرح أفكاراً لكيفية تنسيق العمل المذكور و كيفية تسلسل الأعمال بين الأقسام المختلفة لضمان إنتاج عمل في نهاية الأمر دون تعارضات وبأقل مجهود دون إعادة للعمل أو إهدار للوقت وأن ترسل هذه الأفكار والحلول على هذا الايميل:
وسوف يتم دراسة جميع الأفكار المرسلة وفرزها ، وتقييم هذه الأفكار والحلول ، على أن يتم طرح القيم منها في العدد القادم مع اقتراح أنسب الحلول.