لماذا-تحيا-بدون-الطبيعة

داليا علاء الدين مهندسة في عمارة

تنسيق الموقع ،مؤسسه كيان

Landscape architecture lines

لماذا تحيا بدون الطبيعة ؟

خلق الله الإنسان على وجه الأرض و سخر كل الطبيعة لخدمته فهو يرتوي من الماء أنهارا وعيون، يستظل من الاشجار و يأكل منها و يرى فيها جمال صنيع الله من ثمار و طيور و تغير على طول الفصول, و أيضا يستخدم الأخشاب و الاحجار بكل أشكالها و أحجامها ، بدايه من التزين بها – الاحجار الكريمه – و حتى يوقد بها النار و بناء الحوائط و صنع الممرات لسهوله السير

و مع تطور الانسان وسرعة التقدم بداء بالتخلي عن تواصله مع هذة البيئة و إتجه الى البدائل التي أصبحت تغريه من ناحية قوتها صلابتها و أيضا سهوله الحصول عليها بأسعار أقل من بدائلة الطبيعية نسبيا ، و لتجانس مظهرها مع التقدم و التحضر الحادث فأستخدم الاسفلت و الانترلوك و الخرسانه للطرقات واتجه الى الكهرباء التي أصبحت معينه له بكل أشكالها من تشغيل أجهزه تبريد و تدفئه و تسخين و رويدا رويدا أصبح هذا التطور يسجن الإنسان داخل كتلته الخرسانية متناسيا الطبيعة خارج حدوده أو أعتباره لها بأنها رفاهية غير عملية .

وعلى الرغم من كل هذا التبعاد إلا أنه اليوم يبحث عنها ليعيدها إلى حياته و لكن بأسعار باهظه .حتى أنها أصبح يزورها من وقت لاخر كما في الحدائق .ما الذي جعله يبحث عنها الأن ؟ ، ماذا تتوقع أن يكون الفراق بين طفل نشأ في المناطق المفتوحه و بين أخر نشأ في مكعبة الخرساني ؟ الفرق شاسع عزيزي القراء , طفل الطبيعة سيكون أكثر رحمه أصفى ذهنه أكثر أنسانية ,سيستدل على الله بسهول في كل ماهو حوله , أما طفل الخرسانه سيكون أكثر قسوه , أقل أنسانية ,أكثر تشويشا وربما العلة في ذلك فقده لمكون في نشأته وهو نعرفه على الطبيعه .

لم تكن يوما الطبيعة عائقا أمام التقدم أو رافضة له , و لكن ماينقصنا هو أن نعير للطبيعه أهتماما كبيرا و أن نضعها عنصر أساسي في عملية تطورنا فهي شريك لنا في الحياة. أن ما يميز المدن الاوربيه عن معظم مدننا هي أحترامهم للطبيعة. و لكن من المسؤول عن تمهيد

الطريق لها لدخول هذة المدن أنه مهندس تنسيق الموقع Landscape Architect و الذي تتضمن وظيفته دراسه المجتمع و إحتياجاته و نشاطاته و ثقافته و يعمل على ربط كل هذا بالبيئة الطبيعية لهذا المكان و اضعا في أعتباره الأوضاع الثقافية و الاقتصادية مع الحفاظ على الموارد المتاحه و حفاظ على حق الأجيال القادمه في هذة الموارد سواء كانت هذة الموارد مائية أو نباتية وحتى الطاقة الكهربائية و غيرها من مسببات الحياة

.وخير مثال على هذه المهمه هي الأزهر بارك في القاهرة و التي أستطاع المصمم د.ماهر أستينو و د.ليلى المصري تحويل مستقبلها من مكان لإلقاء القمامه إالى رئة صغيره في قلب للقاهرة بعدما كانت تزدحم بالاشجار و المساحات الخضراء التي أبتلعتها الكتل الخرسانه فاقدة الجمال.

في الصورة اليمنى موقع الأزهر بارك بعد إداد الموقع و تهذيبه لتنفيذ التصميم ، الصورة اليسرى موقع الازهر بارك بعد أتمام تنفيذ التصميم . يمكن بسهوله التفرقه بين الحالتين .

لايقتصر فقط دور هذة الرقع الخضراء على تنقية الهواء و التخيف من التلوث ،ولكنها أيضا تأثر في روح الأنسان و تكوينه و هي أهم مسببات الأستشاء الذهني و الروحي و النفسي فضلا عن أنه حدى طرق التصال الإجتماعي .يكفي فقط أن نذكر أنجذاب الناس للبحر الذي يعد عنصر مائي و كيف تتغير نفسياتهم بالاتصال مع هذا المكون وحده فما بالك بالاتصال بباقي العتاصر بمختلف تأثيراتها،ألوانها ، ملمسها , ألوانها ,صفات التوازن فيها وخطوطها.

لقد حل الربيع الأن أشتري زرعه صغيرة تليق بأحتياجات أو قم بزياره أحد الحائق في هذا الوقت لتعد تعارفك بهذه النعمه الجليله التي خلقها الله لك و لاحظ تأثيرها عليك .أنها دائما هنا لأجلك أنت .