نجوم مضيئة على شجرة
BIM 2019
م. مرام زيدان ، مهندسة إنشائية – سوريا
مقدمة:
في نهاية كل عام نلتفت لنلقي نظرة أخيرة إلى ما حققناه ثم نمضي قدما، نمضي لنكون أفضل وأكثر فاعلية و سعادة، كذلك كفاعلين في عالم نمذجة معلومات البناء، تأخذنا الرغبة لمعرفة ما وصل إليه رواد هذا العالم الواسع، ونسأل كم نجمة أضاءوا في السنة الفائتة ، وكم تحد ربحوا ،و كم تفوقوا على مدى أحلامنا أحيانا، وكم ساهمنا كجزء صغير ومبتدئ في هذه المنظومة اللامحدودة.
واقع لا بد من الاعتراف فيه:
محلياً، ما هو عدد النجمات التي تمكنا من إضافتها لشجرتنا المزروعة في أرضنا أولا بعيدا عن العالمية؟
● صار مصطلحBIM أكثر انتشاراً و ألفة، و تشكل وعي أولي لابأس به عن المعنى العام لنمذجة معلومات البناء، ولنكن أكثر وضوحا تم محو الأمية بنسبة جيدة على صعيد الفكرة وليس التطبيق.
● تشكلت في مقرات التعليم الحكومية والخاصة وبعض مؤسسات الدولة تحركات فردية، تسعى لنشر ثقافة البيم BIM الحقيقية من الناحية النظرية، بالإضافة إلى نشر المعرفة المتعلقة بأدوات البيم BIM التقنية والبرمجية، إذ اتجهت الفئات المذكورة إلى تعليم برامج البيم مثل (ريفت و نافس وورك و تيكلا و بريمافيرا..)
وهناك من تجاوز الدورات المجتزأة إلى تعليم التقنية كاملة من النموذج الثلاثي الأبعاد إلى البعد الرابع والخامس..
● حصلت محاولات فردية قليلة في مجال العمل المتوازي محلياً ،أو العمل الموزع جغرافياً.
● بدأ إنجاز فعلي لبعض المشاريع باستخدام هذه التقنية كلياً أو جزئياً
● ظهور خجول لشركات تتبنى هذه التقنية فقط دون غيرها.
لذا نتمنى أن تكون الشجرة أكثر تألقاً ولمعاناً العام القادم، على الصعيد المحلي، مع تثمين هذه التجارب التي صنعت الكثير في ضوء المتوفر
النجوم المعلقة عالمياً:
عالمياً تبدو تقنية البيم ظاهرة قوية تفرض نفسها وتتمكن من إقناع الشركات الصناعية والتقنية من إيجاد صيغة للتعامل معها، إذ تستفيد هذه الشركات بشكل متزايد من انخفاض تكاليف الفشل في العمليات الإنتاجية بفضل BIM
لنرى ماهي النجوم العشرة الأكثر أهمية والتي أضاءت شجرة البيم كخلاصة سنوية :
- البناء مسبق التجهيز والبناء الجاهز:
من أهم ميزات البناء امبق التجهيز، خفض التكاليف وتسريع عملية البناء، وهذا ما يوفره نموذج البيم المتكامل المتضمن معلومات عن كل عنصر تمت نمذجته، المعلومات المتاحة تغطي حالة الإنشاء وظروف التنفيذ والاستثمار على مدى حياة المنشأ مما يسمح بتضمين عملية التنفيذ كل المتطلبات اللازمة للحصول على استثمار أمثل ونتيجة مرضية للعامل والمستثمر.
إذ يمكن أن يتم تجميع القطع المركبة مسبقاً وفق المعلومات المضمنة في النموذج، من أرضيات أو جدران مسبقة الصنع، كذلك يمكن تركيب المعدات الخاصة بمهندسي الميكانيك والكهرباء والتمديدات الصحية و تجهيز مخططات سريعة لهذه التمديدات بناء على المعلومات المنمذجة أيضا، مما يتيح حالة بناء كلي ومتماسك ومتناغم إنشائيا واستثماريا، وهذا بدوره يقلل الأخطاء ويوفر حالات الإصلاح و الكلفة الناجمة عن سوء التنفيذ، كذلك يساهم في استثمار جيد للمنشأ
- انترنت الأشياء:
مصطلح “إنترنت الأشياء” مصطلحٌ واسعٌ ويمكن أن يغطي كميةً هائلةً من المعلومات، ويشير إنترنت الأشياء باختصارٍ إلى الشبكة المتنامية بسرعةٍ من الأشياء المتصلة، والتي تكون قادرةً على جمع وتبادل البيانات باستخدام أجهزة الاستشعار المضمنة، مثل الثرموستات، السيارات، الأضواء، الثلاجات، والمزيد من الأجهزة التي يمكن أن تكون جميعها متصلةً بإنترنت الأشياء، ومن تطبيقات إنترنت الأشياء المنزل الذكي الذي يتيح للمستخدمين التحكم بالمنزل بأصواتهم وكذلك من تطبيقاته الأجهزة القابلة للارتداء، والمدن الذكية.
تم تفعيل استخدام الحرارة الذكية وأنظمة التهوية الذكية في مجال البناء، حيث إن تدخل شركات التكنولوجيا الكبرى العملاقة مثل Apple و Google و Samsung في هذا السوق يضمن أن يصبح المنزل أكثر ذكاءً، من المتوقع أن تقوم إنترنت الأشياء IoT أيضًا بتغيير عمل المُصمِّمين، وبفضل المزايا التي تقدمها IoT عندما يتعلق الأمر بإصدار بيانات BIM إلى ورش العمل أو الموردين أو العارضين، أصبح التصميم والنمذجة أكثر سهولة بفضل التطبيقات السحابية مثل:
ABB Switch Range Configurator ▪
Rexel Wholesale Connector ▪
بفضل البيانات الحديثة ، يمكن إجراء التصميم مباشرة باستخدام المنتجات الجاهزة للطلب والتي يمكن توصيلها مباشرة إلى موقع المبنى.
- الواقع الافتراضي والواقع المعزز:
في العام الماضي ، كتبنا بالفعل عن ظهور الواقع الافتراضي والمعزز VR & AR في قطاع التركيب.
الواقع الافتراضي ، الذي يتيح لك فحص نماذج ثلاثية الأبعاد واسعة النطاق من خلال نظارات مثل Oculus Rift ، مناسب للغاية لتقديم العروض التقديمية للمشروع إلى العميل.
الواقع المعزز ، الذي يدمج الواقع مع الصور الافتراضية من خلال Microsoft HoloLens على سبيل المثال، والذي يعتبر واعد جدا كأداة تدريب أو لإجراء اختبار التشابك في الموقع.
أيضا إمكانيات الإدارة عن بعد من خلال فني يرتدي نظارات AR في الموقع وخبير في المكتب، وهذا لا يزال حلما بالنسبة للكثيرين ، ولكن عندما تكون المنتجات في مشاريع البناء مقترنة بالبيانات الصحيحة ، فإن كل شيء ممكن، إن التطورات في هذه التقنية البصرية لفتت الانتباه في عام 2018 ، نظرًا لوجود المزيد من التطبيقات الرائعة في هذا المجال
- اطلب مباشرة من النموذج:
يمكن لنموذج البيم BIM أن يكون أكثر من مجرد نموذج ثلاثي أبعاد وخاصة بما يحتويه من بيانات تجعل النموذج أكثر قيمة شريطة أن يتم استخدامه بطريقة ذكية.
هناك العديد من الشركات التي تستفيد من التعاون بين المصنعين والموردين ومطوري برامج BIM. الذي يوفر منتجات هندسة التركيب الجديدة للبيع ككائنات BIM ، بما في ذلك بيانات المنتج الحالية من أرقام ومقاييس
بفضل هذه المعلومات ، يمكن طلب المنتجات مباشرة من داخل النموذج.
ومن أمثلة هذه التطبيقات تطبيق:
MEPcontent Rexel Wholesaler
والرابط بين Stabicad for Revit and Syntess ERP software
من الميزات الرائعة لمثل هذه الأدوات أن تكرار العمل لم يعد ضروريًا وأن العناصر المطلوبة تتوافق 100%مع المنتجات المستخدمة في النموذج.
- تطبيقات السحاب على الهاتف المحمول:
التعاون في مجال السحابة، والذي ينعكس بشكل رئيسي في استخدام تطبيقات السحابة المتنقلة في البناء ، ويمكن في الوقت نفسه مشاهدة بيانات الوقت الفعلي من عملية التصميم والبناء من قبل أشخاص مختلفين في مواقع مختلفة. كل ما يتطلبه هذا هو اتصال بالإنترنت.
يعد تطبيق Trimble Connect مثالًا رائعًا لمثل هذا النظام الأساسي حيث يمكن للشركاء التعاون في السحابة بدءًا من مرحلة التصميم وصولاً إلى التسليم. يمكن للمهندسين الوصول إلى المعلومات ذات الصلة والمعلومات الحالية عن طريق الكمبيوتر اللوحي والهاتف الذكي والكمبيوتر الشخصي و Microsoft HoloLens وبهذه الطريقة ، يمكن مشاركة نماذج BIM بسهولة مع موقع المبنى ، ويمكن إعداد التقارير من تقارير موقع المبنى بسرعة لتسهيل التعاون المثمر.
- BIM إلى موقع البناء والمسح بالليزر 3D الطائرات بدون طيار:
يمكن إنشاء سحابة نقطة عن طريق إجراء مسح ليزر ثلاثي الأبعاد في موقع المبنى، يحتوي هذا المسح على جميع الأبعاد ثلاثية الأبعاد الدقيقة لموقع المبنى، يمكن استخدام هذه البيانات كأساس لنموذج BIM في Revit على سبيل المثال، وسيكون هذا مفيدًا بشكل خاص للمشروعات المعقدة التي يصعب فيها ، إن لم يكن خطراً ، قياس مكونات المشروع يدويًا، تعد تركيبة الطائرات بدون طيار، والتي تستخدم بشكل متزايد لمشاريع البناء، التكنولوجيا الواعدة لتقديم نماذج BIM دقيقة.
- المرونة في تفعيل الخدمات:
يمكن الآن تكييف المزيد من المنتجات وفقًا للمتطلبات الشخصية للمستخدم، ويبدو هذا الاتجاه مستمر من خلال قطاع التركيب، حيث يتمتع صانعوا النماذج بحرية اختيار الأدوات التي يرغبون في العمل بها، مما يعني أنه لا ضرورة لالتزام المستخدمين بباقات محددة من الخدمات، وإنما بالإمكان اختيار التطبيقات المناسبة من حيث النوعية والتكلفة وغيرها بما يتناسب مع رغبات المستخدم وحاجاته.
على سبيل المثال، بإمكان مهندس يشرف على تركيب الصمامات مثلا انتقاء حزمة التطبيقات التي تناسب مهامها وظائفها و بالثمن الذي يناسب التكلفة المرصودة للعملية، كما أنه يستطيع إلغاء اشتراكه في الوقت الي ينتهي فيه من عمله.
من ناحية أخرى، هناك مجموعة من الحزم والأجنحة الشاملة التي تقدم الكثير من وظائف البرمجيات المجمعة، وبالتالي يتمتع المهندسون بنطاق ضخم للاختيار من خلال منحهم إمكانية الوصول إلى جميع الأدوات، نموذجان مختلفان يقدمان للمستخدم ميزة أوسع نطاقًا ومرونة في اختيار الأدوات التي تناسب أسلوب عملها بشكل أفضل. - BIM صديق للبيئة
نمذجة معلومات البناء صديقة للبيئة، لأنها قائمة أساسا على الدقة في النمذجة و تحميل النموذج كل المعلومات التي من شأنها ضبط الطاقات المستهلكة في عملية البناء وخلال فترة حياة المنتج المدروس بأقل حد ممكن وبأعلى جودة مطلوبة تضمن أداء جيد وكافي، ومتوازن مع البيئة الحاضنة للمشروع من مناحي متعددة، سواء من الناحية المناخية، أو حتى من الناحية الاجتماعية والخدمية، وبأقصى فائدة للشريحة السكانية أو المؤسساتية الموجه المشروع لها.
لذا نجد المباني الناتجة عن BIM أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، كما يتم توفير وقت إنجاز المشروع من خلال ما يؤمنه التنظيم من تقديم جرد كامل لكل ما يطلبه من إنشاءات جاهزة، يتم التخطيط لها وتحضيرها لتكون جاهزة في الوقت المناسب للاستخدام المباشر، مما يضمن مرحلة تشغيل عالية الجودة، وفي المراحل الأخيرة يمكن توفير الكثير من تكاليف الطاقة، وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون باستخدام المنتج والمواد المناسبة، ومما يثير الاهتمام أيضًا الاقتصاد الدائري ، وهو مجال تعمل عليه الشركات مثل تجربة BAM. التي يمكن تطبيقها في مرحلة التصميم التي تحاكي تفكيك مبنى، لضمان هدم مبنى أو إعادة تدويره بأقل جهد وخسارة.
- الطباعة ثلاثية الأبعاد
حققت تكنولوجيا الطباعة 3D تقدما كبيرا في قطاع البناء في العام الماضي. باستخدام هذه التقنية ، التي لطالما اعتبرت وسيلة للتحايل على المهووسين الذين يطلبون المثالية بشكل مرضي، حيث تم طباعة أول منزل بشكل ثلاثي الأبعاد في عام 2017. تتمتع التكنولوجيا بإمكانية كبيرة لإنشاء عناصر بناء دقيقة للغاية في وقت قصير نسبيًا مع الحد الأدنى من فقد المواد، بفضل بيانات المنتج والأجهزة الرقمية الدقيقة (مثلا تشكيل مكونات ثلاثية الأبعاد على MEP content )،يمكن أن تكون الطباعة ثلاثية الأبعاد مفيدة في عملية BIM بعدة طرق مختلفة، قد يكون من خلال تصنيع نماذج سريعة للمشاركة في مسابقة أو منافسة ما، أو إنتاج مكونات التصنيع والمواد الجاهزة، هذه التكنولوجيا تطورت إلى أبعد من ذلك في عام 2018 ، ومن المؤكد أنها تستحق المتابعة.
فيديو لأول مبنى تمت طباعته:
- 4D-5D-6D-BIM
قليلة هي الشركات التي تجاوزت في تفكيرها ال 3D-BIM. غير أن هذا تغير في عام 2018 الشركات الأولى تقدمت بالفعل نحو D 4، 5D وحتى 6D-BIM.
في حالة 4D-BIM ، نتحدث عن التمثيل البصري للجدول الزمني للبناء، الذي تم تحقيقه باستخدام تطبيق Autodesk Navisworks. ومع ذلك ، فإن 5D-BIM (حساب التكلفة) & 6D-BIM (إدارة دورة الحياة) ستقدم قيمة مضافة أكبر للمشاريع الأكبر.
يضيف 4D – 5D خاصيتين إلى D-BIM3، التكاليف والمواد، بالإضافة إلى معايير التصميم القياسية، يتم الآن تضمين تفاصيل مثل الهندسة المعمارية وعلم الجمال والخصائص الحرارية والصوتية في مشاريع BIM، ويسمح هذا للمهندسين بمعرفة كيف يؤثر قرار معين على تكاليف التصميم في مرحلة مبكرة، تركز 6D-BIM بشكل أساسي على المدى الطويل حيث يتم إضافة بيانات الصيانة والاستدامة في مرحلة مبكرة، وبفضل هذه التحسينات في مجال التعاون واستخدام البيانات ، سيزيد المُستثمرون من عائد استثمارهم في BIM.