م مصطفى صلاح
إنّ الكثير من العاملين في مجال Building Information Modeling في حيرة من أمرهم، حيث أنهم لا يعرفون كيف يترجمون هذا المصطلح إلى العربية. الكثير يستعمل الترجمة الحرفية وهي: “نمذجة معلومات البناء” والتي في اعتقادي الشخصي هى ترجمة حرفية جوفاء لا يسَتدِل القارئ منها على معلومة مفيدة ليفهم المعنى من خلال العنوان.
اللغة العربية لغة جميلة وغنية بالمعاني ولا يجب أن نحصر أنفسنا في الترجمات الحرفية بل علينا استيعاب المعنى ثم ترجمته بالمفردات التي تتماشى مع ثقافتنا. المقصود هنا ليس فقط ترجمة كلمة” BIM” ولكن المقصود هو فهم هذه الكلمة ومن ثم إيجاد مصطلح عربي يعبر عنها.
عملية الـ” BIM” لا تتوقف على بناء نموذج ثلاثي الأبعاد فقط بل هي في الأساس قائمة على حرف الـ” I” في كلمة الـ” BIM”. الموضوع يتمحور حول المعلومات وليس فقط النموذج وإلا فما سيكون الفرق بين برنامج مثل” Autodesk Revit” وبرنامج مثل” Autodesk 3DS Max” فكلاهما يبني “النموذج” ولكن ليس كلاهما يستطيع توثيق واستخراج المعلومات المتعلقة بهذا النموذج.
لذا لو حاولنا استنباط الاسم من الوظيفة التي تقدمها لنا هذه العملية لاستطعنا التوصل إلى التسمية الصحيحة لكلمة” BIM” في اللغة العربية وبدون البعُد كثيراً عن الترجمة الحرفية أيضاً. فلو رجعنا إلى ما تقدمه هذه العملية سنجد أنها تقوم بتوفير المعلومات المتعلقة بمشروعٍ ما وكيفية معالجة هذه المعلومات وإداراتها بين الأطراف المختلفة المشاركة بالمشروع واسترجاع تلك المعلومات في أي وقت وإخراجها في صور مختلفة كالجداول والبرامج الزمنية والمحاكاة والإظهار بشكل مقارب لما ستكون عليه في الواقع.
لو بحثنا في قاموس المعاني العربية لوجدنا أن أقرب كلمة لوصف ما سبق هى كلمة “تصريف”، بالنظر إلى قاموس المعاني سنجد التالي:
صرَّفَ
صرَّفَ يصُرِّف ، تصريفاً ، فهو مُصرِّف ، والمفعول مُصرَّف-:
- صرَّف الأشياءَ نقلها ، بدَّلها ، وجَّهها :- صرَّف البضائعَ : تصرَّف فيها بالبيع ، – } وَ تصَْرِيفِ الرِّياَحِ وَ السَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بيَْنَ السَّمَاءِ وَالأرَْضِ لآَياَتٍ لِقوَْمٍ يعَْقِلوُنَ { .
-
صرَّف الأمرَ :
- بينَّه وفصََّله :- }ولقَدَْ صَرَّفْناَ لِلناَّسِ فِي هَٰذَا الْقرُْآنِ مِن كُلِّ مَثلٍَ { .
- قسَّمه :- } وَ لقَدَْ صَرَّفْناَهُ بيَْنهَُمْ لِيذََّكَّرُوا. {
- صرَّف العمُلةَ : صرَفها، حوَّلها وبدَّلها بمثلها.
- صرَّف المياهَ : جعلها تجري في قنوات أو أنابيب معينَّة.
- لذلك فإن من الأنسب تسمية عملية البيم على النحو التالي: “تصريف معلومات البناء” بدلاً من “نمذجة معلومات البناء” حيث أن كلمة “تصريف” هنا أكثر ملائمة من كلمة “نمذجة” لأن الأولى حيث أنها تقوم بوصف ما يتم في عملية الـ” BIM” من عمليات تداول وتصويغ المعلومات المتعلقة بمشروع البناء وتغيرها من شكل لأخر حسب طبيعة المدخلات والمخرجات المتوقعة من المشروع.
- صرَّف الألفاظَ : ) النحو والصرف ) اشتقَّ بعضَها من بعض.
لذلك فإن من الأنسب تسمية منهجية البيم على النحو التالي: “تصريف معلومات البناء” بدلاً من “نمذجة معلومات البناء” حيث أن كلمة “تصريف” هنا أكثر ملائمة من كلمة “نمذجة” لأن الأولى تقوم بوصف عملية تداول وصياغة المعلومات المتعلقة بعملية البناء وتغييرها من شكل لآخر حسب طبيعة المدخلات والمخرجات المتوقعة من المشروع. مما لاشك فيه أن معظم برامج التصميم قد تقف أحياناً عاجزةً عن تحقيق مهمة محددة أو أن المصمم قد يخسر الكثير من الوقت أثناء تنفيذه عملية تقليدية بشكل متكرر أو أن يقوم بتطبيق العديد من الأوامر بترتيب معين للحصول على نتيجة محددة. هذا ليس كل شئ فلو أنك تستعمل برنامج ما من شركة معينة كبرنامج تصميم النموذج وبرنامج أخر من شركة أخرى كبرنامج تحليل المنشآت وكلا البرنامجين لا يوجد بينهما وسيلة تخاطب أو وسيلة مشتركة لاستيراد وتصدير البيانات فيما بينهما فإنك حتماً ستقف عاجزاً عن إتمام الغرض الذي كنت تبتغيه.