تأثير البيم على الشركات والمشاريع الصغيرة

نظرات خاصة

تأثير البيم على الشركات والمشاريع الصغيرة

سواء كان مالكا أو مقاولا من يفكر في اعتماد تكنولوجيا البيم في نشاطه، فلا شك أن كل من استخدم أحد برامج البيم يدرك أن هذه الحزمة تعبر من المستقبل(الصياغة لا تعطي المعنى المطلوب !!) ، وأن لدى هذا المجال قدرات تنمّي وتثري المجتمعات البشرية اقتصادياً واجتماعياً، كما إن تطوير أدوات البيم في تسارع مذهل، ولكن هل يعتبر مستفياً كل متعامل مع البيم؟(أعدتُ صياغة العبارة) . هل تستفيد منه الشركات أو المشاريع الصغيرة عندما تطبقه داخل منظومة عملها؟.

لنبدأ في تحليل النقاط الهامة لهذا العنوان

الوقت:

في الحقيقة أنا أطلق على المشاريع الصغيرة (فيلا مثلا او مبنى خدمي) مشاريع الشهرين، أي أن العمل ينتهي (مكتب فني) في خلال شهرين أو ثلاثة على الأكثر. لذلك يجب أن يتسم التعامل مع تلك المشاريع بالسرعة والإنجاز. وكما نعلم أن معظم خطوات تأسيس MODEL من البداية تحتاج إلى وقت يتناسب مع حجم المشروع ومحتوياته، لذلك ربما يطول الوقت أكثر من المعتاد (مقارنة بتجهيز الرسومات الثنائية الأبعاد) للانتهاء من الإصدار الأول للرسومات التنفيذية، أما بعد ذلك عندما يتطور العمل على هذه الرسومات، مثلا عند إحداث تعديلات على التصاميم نجد أن موديل البيم هو الأسرع في الاستجابة لتلك التعديلات، لتصبح المحصلة النهائية أن تجهيز العمل من خلال موديل بيم هو أسرع من تجهيزها برسومات ثنائية الابعاد (الاوتوكاد مثلا) وبالطبع هذا يخدم ميزة انتهاء العمل في وقت أسرع.

المعلومات:

تكون المعلومات الموجودة داخل الرسومات ثنائية الأبعاد مجتزأة وتحتاج إلى البحث داخل أكثر من لوحة رسم، على سبيل المثال أثناء تقييم وضع مواسير الصرف الصحي مع ما حولها من عناصر، سوف تضطر الى فتح لوحات رسم كثيرة للحصول على معلومة واحدة وهي هل موضع المواسير مناسب أم لا، ولعلك تفاجأ باختلاف نفس المعلومات بين رسمة واخرى لنفس العنصر، لذلك تعتبر عملية تتبع المعلومات داخل رسومات ثنائية الأبعاد عملية صعبة وغير دقيقة. لكن فى موديل البيم فان العنصر الواحد يمثل بشكل ثلاثي الابعاد مرة واحدة فقط، ويظهر في كل ال views، كما أن المعلومات غير المجسمة (NON- GEOMETRIC INFORMATION) تكون مثلها مثل المجسم نفسه من حيث مشاركة المعلومات واطلاع الجميع عليها، لذلك تكون المعلومة كاملة ومتاحة للجميع في أي وقت، فيسهل تتبعها والتحقق منها وتطويرها حسب مراحل ال (LOD) المختلفة، مما يقلل أو يلغي احتمالية وجود خطأ تصميمي لا تتحمله ميزانية مشروع صغير.

الحسابات والاحمال:

تتيح برامج البيم مراقبة وضبط الاحمال والحسابات المختلفة لكل عناصر التصميم (كهربية، ميكانيكية، انشائية،معمارية) في نفس ال MODEL، وهذا ما تفتقر اليه البرامج ثنائية الابعاد. لكن هذه الميزة ستفيد منها المشروعات الكبيرة والصغيرة على حد سواء.

التنسيق:

خلال العمل داخل موديل البيم، لا يستطيع قسم ما (ميكانيكا أو كهرباء) مثلا مسابقة باقي الاقسام في انهاء اعماله حتى يزيح عن كاهله مسؤولية ال COORDINATION)) وذلك لأن هدف الانتهاء من الاعمال كافة بدون تعارضات يلزم الجميع بالتعاون فيما بينهم حتى لو لم يكونوا عاملين في شركة واحدة، او حتى بلد واحد، فوجود تعارض يعتبر مشكلة الجميع. لذلك يجب على الجميع التعاون في حل جميع التعارضات والتأكد من توصيل كل الخدمات بشكل كامل وآمن الى المكان المطلوب في MODEL حتى يصل المشروع الى نقطة INTEGRATED PROJECT DELIVERY (IPD).، وهذا معناه اصدار نسخة متكاملة من المشروع قابلة للتنفيذ بدون خسائر.

التواصل:

حالة تبادل المعلومات والحاجة الى التنسيق المتواصل بين العاملين على المشروع يلزمهم بضرورة التواصل الدائم حسب آلية مناسبة لحجم المشروع، بداية من ارسال الرسائل الاكترونية، او استخدام برامج التواصل الاجتماعي (Wahtapp) او برنامج (LYNK) مثلا، او حتى عن طريق شبكات لالسكية خاصة مغلقة، هذا بخلاف الاجتماعات الدورية، وكما نرى فإن استخدام طرق التواصل المجانية متوفرة وتزداد مع الوقت، وهذا لن يزيد من تكلفة المشروع.

تقليل هدر الخامات:

مهما حاولت عمل تنسيق بواسطة رسومات ثنائية الابعاد، ومهما حاولت تجنب التعارضات، فلن تكون النتيجة 100% وسوف يكون الاعتماد النهائي لتجنب التعارضات في وقت التركيب في الموقع ودائما ينتج عن هذا الوضع هدرا فى الخامات، واحيانا في المعدات ، بل يصل فى بعض الاحيان الى تكسير بعض اجزاء معمارية أو انشائية، مما يزيد من نسبة هدر الخامات، ومضاعفة تكلفة بعض المواد. هذا بالتأكيد يتم تحجيمه كثيرا وربما القضاء عليه نهايا داخل موديل البيم، لأنك يمكن ان تصل الى مرحلة (LIVE CALSH CHECK) اي ان كشف التعارضات يتم بشكل لحظي اثناء تجميع محتويات الموديل، وعلى كل فيمكنك اجراء اختبار تعارضات (INTERFERENCE CHECK) في اي وقت، وتحديد نقاط التعارض، وحلها، حتى تصل الى وضع (ZERO INTERFERENCE DETECT). بذلك لست في حاحة الى إهدار خامات وشراء بديل بتكلفة جديدة.

الحصر والتكلفة:

لا شك ان عمليات الحصر وتقير التكلفة التي تنتجها برامج البيم بإختلاف تخصصاتها اعلى جودة ودقة من اي طرق اخرى مما يجعلها خارج المنافسة، فأنت تستطيع حصر كل شيء موجود في الموديل بدأ من حجم عمليات الحفر وصولا الى عدد المسامير المستخدمة، كما أن -وحسب بعض الدراسات- تقدير التكلفة يصل الى 98% من التكلفة الواقعية. ربما يظن شخص ما ان هذه النقطة ليست ذات اهمية كبيرة بالنسبة للمشروعات الصغيرة، لكن وجهة نظري ان سوء تقدير تكلفة عنصر ما في مشروع صغير التكلفة، يعد خسارة كبيرة بالنسبة لتكلفته.

ادارة الموارد والتخزين:

تتيح برامج البيم التخصصة في (SUPPLY CHAIN) تسجيل تاريخ احتياج كل مكونات المشروع لنفس ال MODEL مما يتيح لنا عمل جداول زمينة لطلب المواد سواء تلك التي تحتاج للتخزين أو التي تصل وقت احتياجها، وتجهيز جداول الطلب من المخازن في الوقت المناسب بتناغم يمنع اهدار الوقت او تعريض المواد المختلفة للتلف. لعل من وجهة نظر بعض العاملين في القطاع الانشائي يرون ان (ادارة الموارد والمخازن) لمشروع صغير مصطلح كبير عليه، ربما لن نشعر بأهمية مثل تلك الخطوة فى مشروع صغير ولكنها بالتأكيد مهمة جدا في المشاريع الكبيرة والضخمة، لكنها كذلك مفيدة مع المشاريع الصغيرة لأنها في النهاية تحافظ على الجدول الزمني للتنفيذ، وبالتأكيد التأخير الزمني يعني غرامات تأخير وخسارة لا داعي لها، كذلك يمكن تقليل الاعتمام على التخزين المسبق مما يوفر تكلفة التخزين، وهذا يوفر في التكلفة النهائية للمشروع.

العرض المبهر:

تستطيع برمجيات البيم المختلفة تقديم عرض مجسم للمشروع بشكل دقيق ومبهر، وتسمح للمالك او العميل بالتجول داخله ورؤية مشروعه السمتقبلي مكتملا امام عينه، مما يتيح له مقارنة تصوره الذهني الاولي قبل بداية التصاميم وبين كونه نموذج الكتروني، فيتأكد من مدي مطابقة تصوره مع الواقع القريب بعد التنفيذ، ونتيجة ذلك هو الوصول الى توافق بين المالك والمصمم يحمي استثماراتهم مع بعضهم البعض، ويوفر بيئة مناسبة للتعاون المثمر بينهم سواء في هذا المشروع أو اي تعاون مستقبلي بينهم.

الصعوبة:

لاشك ان تطبيق معايير البيم على كل مشروع صغير تنتجه الشركة سوف يشكل تكرار لتلك الخطوة لكل مشروع على حدة، وهذا سوف يشكل حملا على فرق العمل، وهذه مشكلة فعلية، ولكن – من وجهة نظري الشخصية – نستطيع التقليل من ثقلها بتصغير تلك المعايير حتى تتناسب مع حجم المشروع، وكذلك الاستفادة من النماذج المعدة مسبقا لمشاريع سابقة.

الخلاصة:

اصبح استخدام تقنيات البيم ضرورة للشركات والمشاريع الصغيرة، وذلك لأنه يحكم وقت التنفيذ، ويحافظ على نسبة ربحها بفضل التنسيق المسبق وادارة الموارد.

Mohammad Abdelaziz

MEP BIM Manager

المصادر:

Home

https://www.thenbs.com/knowledge/can-bim-successfully-deliver-small-construction-projects

https://www.aecmag.com/59-features/1300-surroundbim-for-small-projects