التحديات والمشكلات في مجال الانشاءات هي أمور يومية متلازمة مع اعمال التصميم والانشاء والادارة ولهذا فإن كل من يعمل في مجال الانشاءات والبنية التحتية علي إختلاف تخصصاتهم قد واجه كثير من هذه التحديات التي لم يكن لها حلول في السابق. و لكن وجود البيم وتطوره كان له الاثر الكبير في إيجاد حلول ناجحة وجذرية لكثير من المشكلات التي كان ينظر لها المتخصصون بعين اليأس وقلة الحيلة. إن تطور البيم في العقدين الاخيرين في دول أوروبا وأمريكا وغيرها من البلاد كان له بالغ الاثر في تغيير مفهوم الانشاءات وادارتها مما أثر بالايجاب على جودة الانشاءات مع تقليل التكلفة والوقت والذي أدي بدوره الى زيادة رضى العميل والمستخدم. و كذلك أدى الى ظهور العديد من التطبيقات الحديثة التي ستغير وجه ليس فقط صناعة الانشاءات ولكن العالم من حولنا.
و هذه التطبيقات علي سبيل المثال وليس الحصر الطباعة ثلاثية الابعاد والواقع الافتراضي والمحاكاة وكذلك ظهور بعض التطبيقات التي تساعد علي مراقبة الجودة ومراقبة عمليات تطور الانشاءات. بالاضافة الي دمج كثير من التطبيقات التكنولوجية مع البيم للوصول الى أقصى أستفادة ومن هذه التطبيقات التي تم دمجها هي RFID, Barcode, Sensors, Virtual Reality, GIS and Satellite images
ولكن علي الرغم من التطور المذهل الذي حققه البيم في العديد من الدول حول العالم ما زال البيم وعلومه في منطقتنا العربية في طورة البدائي والذي لم يصل لمرحلة النضج الكامل وأكبر دليل علي ذلك أن البيم وعلومه يدرس بشكل محدود في عدد قليل من الجامعات العربية. وعليه فقد لجأ الكثيرون ممن أصابهم عشق البيم إلى المعاهد والجامعات الاجنبية بأوروبا وأمريكا واستراليا وكندا للنهل من تلك العلوم المتقدمة وذلك لنقل تلك الخبرات الاكاديمية والعلمية والعملية ومشاركتها مع أقرانهم في المنطقة العربية .
وعلى الجانب التطبيقي والمعرفي فإن المتخصصون في مجال البيم يعلمون بأن من أكبر التحديات التي تواجه التحول للبيم علي أي مستوي )الحكومات – المؤسسات بإختلاف أحجامها وتخصصاتها- الافراد…الخ( هو تقبل التغيير لان البيم في كينونته ليس ككثير من النظم التكنولوجية التي تتطلب فقط إحلال أو تجديد برنامج سوفت وير قديم ببرنامج حديث وتدريب المستخدمين عليه.
و لكن يتطلب البيم لما هو أبعد من ذلك بكثير حيث إن تغيير المفاهيم هو من أكبر التحديات التي تواجه التحول للبيم خلال رحلة التغيير. حيث يعتمد التحول للبيم خلال رحلة التغيير في أى مستوى من المستويات علي ثلاثة دعامات رئيسة هي) People, Process and Technology (.
ويري كثير من المتخصصين بأن أهم عنصر من عناصر التغيير الثلاثة سالفة الذكر هو العنصر البشري ) People( وخصوصا القيادة العليا التي يجب ان تدعم عملية التحول للبيم في جميع مراحله وذلك لأنهم هم من يؤثرون بالسلب أو الايجاب علي العنصرين الاخرين. و من المعروف من خلال التجارب السابقة بأن رحلة التغيير للبيم رحلة طويلة نسبيا . وعليه فإن أدارة التغيير تتطلب وعي وإستعداد وتفهم للتحديات ومقتضيات كل مرحلة وإلا أصبح التغيير شبه مستحيل أو تغيير غير حقيقي وهو ما يسمي بهولييود بيم.
هاني صلاح عمر
طالب دكتوراه في مجال البيم
University of the west of England
issue 13 http://bimarabia.com/download/BIMarabia_Arabic/BIMarabia13.pdf