مراحل حياة المبني

 

كمال شوقي

 

 

 

يمر اي مبنى كي يخرج الى النور باستخدام تكنولوجيا ال BIM في ثلاث مراحل BIM-BAM-BOOM

يمكن تقسيم دورة حياة أي مبنى إلى ثلاث مراحل رئيسية هي التصميم والتنفيذ والصيانة ،وبالرغم من عدم تقدير منافع استخدام نظام BIM في المراحل الثلاثة بشكل كامل واعتقاد العديد من المستخدمين أن فوائد هذه النظم تقتصر على توظيفها في طور التصميم غالبا و لكنها تستخدم فى دورة المبنى كامله كما سنسرد ما يلي:

     BIM     -١

عملية تنفيذ المبنى أقرب إلى التجميع منه إلى الإنشاء، فالأبواب والنوافذ أصبحت تنقل مثلا بإطاراتها ومكوناتها وعناصرها من المصنع كاملة ليتم تثبيتها في الموقع فقط، وكذا الكثير من أجزاء الهياكل الإنشائية وعمليات تغليف الجدران والأرضيات وغيرها، وعليه، فان المبنى بهذه الصيغة يرتب وينسق وينظم وينجز .

إن نموذج معلومات التجميع في هذا الطور يسمح بإدارة وتعزيز عملية التصنيع المسبق

و هي المرحلة الاولى فى التصميم و يتم بها عمل المودل الخاص بكل تخصص يمثل هذه المرحلة تطبيق لكل افكار التصميم و توظيف المعلومات لانشاء المودل و تزويد المودل بالمعلومات اللازمة لانشائه .

 

أهمية المراحل الثلاثة في نموذج معلومات البناء وإدارة تكلفة المبنى

 

٢- المرحلة الثانية BAM )Building Assembly

) Model

في هذه المرحلة يتم تجميع المودل المختلفة من كافة التخصصات لدراسة التعارضات التى قد تنتج نتيجة التصميم و تعتبر هذه المرحلة من أهم مراحل المشروع و أحد الأهداف الأساسية التى قامت عليها تكنولوجيا ال BIM .

النموذج “المجسم” للمنشأ ينتقل من طور التصميم إلى طور التنفيذ ليعمل كأداة لتقديم الإرشادات والتوجيهات، إذ يغدو المجسم الممثل عبارة عن محاكاة إفتراضية للمبنى حتى قبل الشروع بتنفيذه مما يوفر لجميع المشاركين مجموعة واضحة من التعليمات وأدوات التواصل فيما بينهم لإتقان العمل وانجازه بدقة .

تسعى التوجهات الحديثة عالميا مؤخرا إلى توظيف واستخدام آليات البناء المسبق الصنع قدر الإمكان وذلك يعود لما توفره في جوانب الكلف والجهد والوقت، وإلى حد ما تصبح والتي تؤدي بالنتيجة إلى حفظ موارد المشروع المختلفة بجانب قابلية الإنتاجية العالية لعناصر ومكونات المبنى.

وتظهر فائدة استخدام هذه النظم جلية من نتائج دراسة خاصة في النرويج وجد الباحث فيها أن 5٢-3٠% من كلف التنفيذ في المشاريع الإنشائية تنفق نتيجة للمعلومات غير الصحيحة المتبادلة بين فريق العمل ونتائج قدرات التواصل الضعيفة بينهم. وتعد التعارضات من المشاكل المكلفة التي قد تحدث أثناء عملية التنفيذ ،ومنها مثلا عدم وجود فضاء لخزن مواد إنشائية ضرورية نتيجة لشغل فضاء الخزن بمواد أخرى إما سابقة لأوانها أو فائضة عن الحاجة، ومثل هذه الحالات تعود إلى سوء إدارة المشروع والتي يتكفل نموذج تجميع البناء بوضع الحلول لها وتجاوزها. إن استخدام هكذا نموذج والذي يعمل عادة على تنظيم حركة وتواجد المواد وتنسيق مهام الكادر يساهم إيجابا في خفض الموارد المالية والزمن المستغرق. ويمكن لمدير الموقع أن يهيئ الموقع لما هو ضروري في الوقت المحدد ويتابع مستوى تطور العمل من خلال إنشاء الجدولة الزمنية وخطط التقدم في إعادة التمثيل المجسمة والمرفقة كأداة تحكم على المشروع والتي تعد أساسا النموذج الافتراضي له وما على الإدارة إلا تطبيقه على ارض الواقع .

<

p style=”margin-left: 34pt”>

Building Optimized المرحلة الثالثة و هي ال – 3 Operations Model – BOOM

وتمثل مرحلة توظيف نموذج التشغيل للمبنى في طور الصيانة وإدارة المبنى، وهو الطور الأخير الذي يمكن فيه توظيف نظم نمذجة معلومات البناء لديمومة حياة المبنى وتقديم كامل قدراته للمستخدم. كما يمكن للجهات التخطيطية المتخصصة الاستفادة من كم المعلومات اليومية المتراكمة ضمن النموذج والمتعلقة بسلوك وأداء المنشآت للأغراض التصميمية والتخطيطية للمباني الأخرى،

ولأغراض تحسين عمل المباني والتحكم والسيطرة على الفضاءات وأغراض تقييم المباني وغيرها. ويمكن ملاحظة أهمية دراسة هذا الطور من خلال معرفة مقدار كلف تشغيل المبنى خلال فترة حياته، والتي تقدر من قبل بعض الباحثين المتخصصين بين ٢٠-١٠٠ ضعف لكلف تصميمه وإنشاءه.

ومن خلال نموذج التشغيل للمبنى يمكن تقييم تفاصيل المبنى فمثلا يمكن تحديد الفضاءات التي تحتاج إلى إعادة التأثيث أو سد النقص فيها، تحديد العناصر التالفة من العناصر المتحركة أو القابلة للتغيير في المبنى كالأبواب والنوافذ والأسيجة المعدنية والأثاث لغرض استبدالها أو ترميمها من خلال معرفة مواصفاتها وتاريخ تركيبها وتحديد الجهة المجهزة أو المصنعة للاتصال بها باستخدام معلومات النموذج المتوفرة، حتى بعد فترة طويلة من الزمن. إن نموذج التشغيل المثالي للمبنى ليس بالنموذج الصوري ثلاثي الأبعاد فحسب بل هو يعمل كخزينة وثائق وبيانات المبنى خلال فترة حياته، وتقنية مراقبة ووسيلة انذار وتنبيه إدارية لجميع أجزاءه، وأداة لجدولة أعمال الصيانة والترميم التي يحتاجها أثناء فترة إشغاله.