نمذجة معلومات البناء ( الجانب الإجتماعي(

 

مقال تعاوني بين عمر سليم و أحمد لطفي

مقدمة
: يقتبس كثيرون عن سكوت سيمبسون مدير معهد العمارة الامريكي AIA قوله :إن ال BIM عبارة عن %10 تكنولوجيا و 90 % علم اجتماع ,انتشر هذا القول كالنار في الهشيم وتم استعماله في عدة مناسبات متعلقة وغير متعلقة بالموضوع , حتى أاصبح متكلفا وبدأ البعض بالتشكيك به ,هدف هذا المقال هو تفصيل هذه الجزئية والتركيز على الجانب الاجتماعي ونصيبه الأكبر) 90

%( من نمذجة معلومات البناء

ملخص
: يعي معظم العاملين في مجال الهندسة

والتخطيط خطورة مركزهم و قرارتهم التي قد تكلف أو توفر على الشركة مبالغ طائلة. لذلك فهم في بيئة قلقة , متوترة و ذات تنافسية عالية أصلا.وعلى الرغم من تطور نظام ال CAD )التصميم بمساعدة الحاسب ( Design Aided Computer الا نه احتوى عبر تطوره على ثغرات تعاون عملت كالقنابل الموقوتة أحيانا وكمثال على ذلك فكرة ref-x أو المرجع الخارجي References External لمحاولة ربط اختصاصين في فراغ عمل واحد لزيادة التنسيق أو لتقسيم العمل الكبير لعدة اجزاء يسهل على المجموعات انجازها إلا انها كانت فكرة غير مكتملة وعملت بشكل عكسي عند فقدان ذلك الملف أو تعديله او مضاعفته عن طريق الخطأ!

وبالمقابل جاء البيم بتكنولوجيا تحتوي على الكثير من الطرق للتفاعل الإفتراضي بين أعضاء الفريق مبنية على اساس تجنب الخطأ من خلال الربط، وتم استبدال ref-x أو اضافة مبدأ مشاركة العمل Sharing work الذي يمكن مدير الموديل من تحديد صلاحيات العاملين عليه:

قراءة فقط , قراءة وإدخال , تعديل … الخ والتي تتوافق مع مسؤولية الشخص المناط بالعمل, اضافة لامكانية ترك الملاحظات بشكل مكتوب , مطبوع , ارفاق مستند او حتى المحادثة المباشرة وهي جميعها خيارات رائعة لكنها لن تحقق اي تفاعل بين اعضاء الفريق ما لم يختر اعضاء الفريق تفعيلها بشكل ايجابي لزيادة تعاونهم وتواصلهم لانجاز العمل.

بينما كثرت الاحصاءات والاستقصاءات عن ال BIM وفوائده منذ عام 2007 وملاحظة أي تسحن في انخفاض تكلفة التشغيل , توفير الوقت و تقدير الميزانية والأداء بشكل عام بين المقاولين والاستشاريين و الملاك …واجابة الجميع ايجابا أن هناك تحسن ملحوظ وفائدة عظيمة. ظهر سؤال آخرو هو «لماذا »why ؟ و ما هي العناصر التي تجعله مفيدا ؟ وكيف يمكن زيادة هذه الفائدة ؟ ما يميز البيم فعلا هو مرونته المتمثلة في امكانية استيراد الكثير من الحسنات أو التحسينات من الفروع العلمية الأخرى ومثالنا هنا كما هو العنوان أعلاه , علم الاجتماع ورياضياته المسماة علم الاحصاء و وما يليها من أنواع المجموعات )مجموعات العمل ( و تقاطعها , فرق العمل واشتراكها بعوامل او عناصر وتباينها بأخرى …الخ

لكن ما هو مجموعة العمل و هل هو مجرد اسم آخر ل فريق العمل وأيّ التسميتين تحقق العمل الجماعي ؟ تلك العبارة الرنانة والمقترنة بالانجازات الكبيرة ؟ حسنا , مجموعة عمل أو فريق عمل , علينا أن نتفق أولا أنه لا يمكن لشخص واحد ان يقوم بأي مشروع مدني وحده ، كما كان المهندس حسن فتحي رحمه الله يقول دوما «لا يستطيع شخص واحد بناء منزله ولكن عشرة أشخاص يستطيعون بناء عشرة منازل لهم»

و لتعريف مجموعة العمل علينا ان نميز بينها وبين فريق العمل لان الفرق بينهما يتناسب طردا ويتفاقم مع زيادة عدد الأفراد

)في الاشكال التوضيحية أدناه تم تمثيل الفرد بنقطة و الاتصال بخط(

2. فريق العمل هو عدد معروف من الناس بعناوين الخاصة مع امكانية ان يقوم البعض بمسؤوليات

محددة ومسميات محددة على اتصال وتعاون وتشارك الاخرين ولكن في النهاية لكل شخص فيهم هدف و

في العمل قد ينتمون الى طرف أو عدة أطراف تعاقدية طريقة عمل وهو الشكل الشائع في اسلوب عمل ال

في المشروع يحددون مسؤوليات واضحة لكل فرد CAD مع وجود استثناءات انلتحقيق أهداف معروفة وفق طريقة عمل موحدة وهذه

1. مجموعة العمل : مجموعة من الناس معروفة أو غير معروفة العدد,معروفة او غير معروفة العناوين )عناوين التواصل ( قد ينتمون لنفس الجهة أو لأكثر من جهة تعاقدية وهم يلتقون لتبادل المعلومات ,والرؤى واتخاذ القرارات كل حسب مصلحته

 

BIM عبارة عن %10 تكنولوجيا و 90 % علم اجتماع

الشكل رقم 1 نموذج يمثل التواصل في بيئة مجموعة عمل في نظام ال كاد

الشكل رقم 2 نموذج يمثل التواصل في بيئة مجموعة العمل في نظام ال بيم

الأهداف هي ذاتها التي تجمعهم. وهو الشكل الشائع في اسلوب عمل نمذجة معلومات البيم مع وجود استثناءات انظر الشكل 3 و الشكل 4

الشكل رقم3 نموذج يمثل التواصل في بيئة فريق عمل في نظام الكاد

في المجموعة وعلى مدى توحيد المصالح . لابد أن يكون لدى أعضاء الفريق استعداد داخلي للتعاون. فبدون

الشكل رقم 4 نموذج يمثل التواصل في بيئة فريق عمل في نظام ال بيم

ان الهدف او المنفعة هو العامل الاساسي المميز بين النوعين ولتوضيح الموضوع وتطوره علينا ان نذكر نظريتين رياضيتين تتحدثان عن

العوامل التي تحكم الاحتمالات واتخاذ القرارات داخل المجموعات أو الانظمة المعقدة او ما يمسى بالانجليزية


the factors that govern chance and decision making inside complex systems :

النظرية الاولى للرياضي :ادم سميث 1723 – 1790 « المنافسة والطموح الفردي يخدم الصالح العام »

أي أن على كل فرد طلب صالحه ويتحقق الصالح العالم بالتنافس بين الافراد الساعين لتحقيق طموحاتهم ! نجد هذا النمط بشكل واضحا في اسلوب عمل) مجموعة العمل (

الثانية للرياضي : جون فوربيز ناش 1928 – 2015 ونظريته التي تقول ان الصالح العام يتحقق في عمل كل فرد لمصلحته الخاصة التي لا تتناقض مع الصالح العام أو مصلحة المجموعة وهو ما نراه بوضوح في اسلوب عمل ) فريق العمل(

لابد انكم شاهدتم الفيلم الشهير beautiful mind والذي تحدث عن نفس النظرية وعن قصة حياة العالم ناش ذاته .استعملت النظرية الثانية وهي نسخة مطورة عن النظرية الاولى في علم الاقتصاد,التطور البيولوجي , البرامج و التطبيقات الالكترونية ,الذكاء الاصطناعي و النظريات العسكرية , كما حصل العالم على جائزة نوبل

 

ولشرح أهمية الموضوع:

تبدأ المجموعات بالتشكل من اجتماع افراد وتحافظ على قوتها وثباتها مع ازدياد عددها تلبية لحجم العمل بزيادة امكانيات التواصل مع الاشتراك بالاهداف وهذا تماما ما تم في ال BIM حيث أدُخل التواصل الشبكي مستفيدا من ثورة تطبيقات التواصل الاجتماعية او ال social media , ابتداءا من بعده الثاني.ولكن يبقى التواصل خيارا للفرد معتمدا على مدى التنظيم الموجود الألفة لن يكون هناك تطبيق ناجح لنمذجة معلومات البناء مهما كان هناك أجهزة وبرامج حديثة حتى مع وجود خطة للتنفيذ.لذلك علينا ان نتعامل مع أعضاء الفريق ليس كأفراد بل كأعضاء حيويين : وكأفراد من العائلة .

في نمذجة معلومات البناء نميز 5 عوامل رئيسية مؤثرة في اتخاذ الفرد للقرارات داخل المجموعة المقعدة

  1. نوع المجموعة المعقدة : فريق عمل أم مجموعة عمل
  2. طريقة اتخاذ القرارات : هل كان هناك اشتراك في الادارة )كما في فريق العمل ( ام انه مدير واحد و صريح ) مجموعة العمل( 3.     التواصل: ان حجم الاتصال يمثل مستوى تبادل المعلومات والتحديث داخل الفريق او المجموعة فهو هائل ومنظم في فريق العمل ومتقطع و متفاوت ا لكثافة في مجموعة العمل

4. طريقة العمل : هل يعمل افراد الفريق معا ويتناقشون ويقررون معا )فريق عمل ( ام انهم يجتمعون ويناقشون الامور ثم يأجلون القرارات للاجتماع القادم نظرا لعدم توافر معلومات كافية لاتخاذ القرار)مجموعة عمل(    . التصحيح والمساءلة :كيفية التصحيح وتغير مسار العمل في الفريق و اجراء العملية باجتماع الكل وتصليح الاخطاء )فريق عمل ( ام ان الامر كان كشف خطأ على حدة و الاكتفاء بالتقارير عن الاخطاء

)مجموعة عمل (

أثبت التجربة أن جميع العوامل اعلاه مهمة لكن أهمها للحصول على تقدم ملحوظ وفائدة كبيرة هو العنصر الاول والخامس وبالتركيز عليهما

باستعمال العنصر الثالث ستحقق نتائج مذهلة.

هناك فرق كبير لو عاد كل فرد من افراد الفريق الى الفريق و ناقش المشاكل وتم حلها فورا )في فريق عمل واحد ( بدل ان يكتفي كل فرد بفضح الخطأ منتظرا أحدهم ليحل المشكلة )في مجموعات عمل(

يستطيع فريق العمل ادارة مشاريع اكبر وانجاز عمل جماعي بشكل افضل لاستطاعته السيطرة على العشوائية المتزايدة بزيادة عدد افراد المجموعة وذلك بتوثيق عنوان ومركز كل فرد وبالتالي ربطه مع باقي اعضاء الفريق بالتواصل والاتصال بينهم حيث تجمعهم المصلحة العامة والخاصة في نفس الوقت

بينما تنمو العشوائية في مجموعة العمل مع عدم توثيق مسؤولية الشخص و عنوانه للتواصل وتزداد لاختلاف المصالح وتتقطع وسائل التواصل وتنعدم مع زيادة الطموحات حتى تصبح مشكلة ادارة حقيقة

الخلاصة :على الرغم من أهمية نمذجة معلومات البناء و فوائدها من تنظيم العمل والحصول على المعلومات المطلوبة وإنجاز حصر الكميات بسرعة و تعدد خيارات التصميم وتخفيض الوقت والتكلفة والحد من الأخطاء لمنظومة تعاونية لتبادل المعلومات سواء من داخل المنظمة او خارجها و تقوم بتحديث المشاركات آنيا
من أكثر من بلد -اذا تطلب الامر – ومشاركة التحديث آنيا .

ومع امكانية تواصل فريق التصميم في المكتب مع فريق التنفيذ في الموقع …رغم كل هذه التكنولوجيا فلن ينجح الامر بدون تعاون افراد فريق العمل وليس مجموعات العمل فمهما توفرت الأجهزة، البرامج، التدريب وخطة التنفيذ …

<

p style=”margin-left: 1pt”>هناك جزء مفقود وهو جزء ليس بالقليل.: %90 : انه الجزء المتعلق بكوننا بشرا قبل كل شيئ.