القوة الناعمة ( Soft power): مفهوم صاغه Joseph S. Nye من جامعة هارفارد عام 1990 لوصف القدرة على الجذب والضم دون الإكراه أو استخدام القوة كوسيلة للإقناع.
يعتبر العلم والعمل الجاد من القوة الناعمة التي لو استطعنا استغلالها لتمكّنا من تغيير موازين القوى، ومثال على هذا اليابان وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية استطاعت تغيير موقفها من الهزيمة التامة إلى أن أصبحت في مقدمة الدول المتقدمة من خلال القوة الناعمة. كما أن بلدان آسيوية صغيرة كـ سنغافورة وكوريا الجنوبية وماليزيا وغيرها اتبعت استراتيجية اليابان بشكلٍ وثيق لاستهداف الصناعات الاستراتيجية وتحقيق التنمية وتمويل مشاريع كبرى والتصدير بقوة هجومية، وحماية صناعاتها الناشئة.
استخدمت أوروبا سلاح (القوة الناعمة) حتى قبل ظهور هذا المصطلح عبر وسائل متعددة، مثل حملات التبشير، والتطبيب، والصلات الثقافية بين الشرق والغرب على مستوى الشعوب، والبعثات التعليمية، والاستشراق، ثم الإذاعات الموجهّة للشرق، كأدوات فعّالة لفهم الشعوب، والتأثير عليها، وكسب تعاطف شعوبها.
موارد القوة الناعمة لأي بلد هي ثقافته؛ لدينا أعظم ثقافات في العالم وأقدمها وعلينا أن ننتج كما أنتج أجدادنا.لا يصح أن يبني أجدادنا الأهرامات ونتغنّى بالأمجاد في حين نستورد ثقافات الآخرين ونقلّدها دون فهم.
علينا الاهتمام بالبحث العلمي؛ الباحث العلمي في خارج موطنه سفير من الدرجة الأولى يحمل في عقله وقلبه ولغته خلاصة فكر بلاده. ويحمل على أكتافه مسؤولية عظيمة ينفذها في المجتمع العلمي المحيط به، وإن لم يدرك ذلك تماماً. أيضاً الباحث العلمي داخل موطنه يصل إلى العالم الخارجي بمنتجاته العلمية من أبحاث واختراعات ومؤتمرات وينقل الصورة الأفضل لمجتمعه، فيكون مصدرًا للحكم على المجتمع في الدول الأخرى. إذاً سواء كان يعمل داخل أو خارج وطنه فهو يمثل قوة ناعمة وسفيراً للنوايا الحسنة في الداخل والخارج.
و ختامًا نتمنّى أن تكون بيم ارابيا حرفًا من القوة الناعمة لتنمية مجتمعنا
عمر سليم